الأحد، 4 يوليو 2010

إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة

إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة » كتاب الملاحم » باب النهي عن تهييج الترك والحبشة


باب


النهي عن تهييج الترك والحبشة

عن أبي سكينة (رجل من المحررين) عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: سنن النسائي الْجِهَادِ (3176) ، سنن أبي داود الْمَلَاحِمِ (4302). دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم .

رواه: أبو داود، والنسائي .

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: سنن أبي داود الملاحم (4309) ، مسند أحمد (5/371). اتركوا الحبشة ما تركوكم؛ فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة .

رواه: أبو داود، والحاكم، وقال: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".


وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف؛ قال: سمعت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سنن أبي داود الملاحم (4309) ، مسند أحمد (5/371). اتركوا الحبشة ما تركوكم؛ فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة . رواه: الإمام أحمد، ورجاله رجال الصحيح؛ غير موسى بن جبير، وهو ثقة.

وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: التحميل جاري.... اتركوا الترك ما تركوكم .

[ ج- 1][ص-382] رواه الطبراني . قال الهيثمي : "وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات".

وعن عمر رضي الله عنه: أنه قال: لا يوجد تخريج لهذا المتناتركوا هذه الفطح الوجوه ما تركوكم، فوالله لوددت أن بيننا وبينهم بحرًا لا يطاق .

رواه ابن أبي شيبة .

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التحميل جاري.... اتركوا الترك ما تركوكم؛ فإن أول من يسلب أمتي ملكهم وما خولهم الله بنو قنطوراء .

رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط". قال الهيثمي : "وفيه عثمان بن يحيى القرقساني، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

وقد وقع مصداق هذا الحديث والأحاديث المذكورة في الباب قبله.

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "وقد كان مشهورا في زمن الصحابة رضي الله عنهم حديث: التحميل جاري.... اتركوا الترك ما تركوكم ، فروى الطبراني من حديث معاوية رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.

وقاتل المسلمون الترك في خلافة بني أمية، وكان ما بينهم وبين المسلمين مسدودا، إلى أن فتح ذلك شيئا بعد شيء، وكثر السبي منهم، وتنافس الملوك فيهم؛ لما فيهم من الشدة والبأس، حتى كان أكثر عسكر المعتصم منهم، ثم غلب الأتراك على الملك، فقتلوا ابنه المتوكل، ثم أولاده واحدا بعد واحد، إلى أن خالط المملكة الديلم، ثم كان ملوك السامانية من الترك أيضا، فملكوا بلاد العجم، ثم غلب على تلك الممالك آل سبكتكين، ثم آل سلجوق، وامتدت مملكتهم إلى العراق والشام والروم، ثم كان بقايا أتباعهم بالشام، وهم آل زنكي، وأتباع هؤلاء، وهم بيت أيوب، واستكثر هؤلاء أيضا من الترك، فغلبوهم على المملكة بالديار المصرية والشامية والحجازية، وخرج على آل سلجوق في [ ج- 1][ص-383] المائة الخامسة الغز، فخربوا البلاد، وفتكوا في العباد، ثم جاءت الطامة الكبرى بالتتر، فكان خروج جنكز خان بعد الستمائة، فأسعرت بهم الدنيا نارا، خصوصا المشرق بأسره، حتى لم يبق بلد منه إلا دخله شرهم، ثم كان خراب بغداد وقتل الخليفة المستعصم آخر خلفائهم على أيديهم في سنة ست وخمسين وستمائة ، ثم لم تزل بقاياهم يخربون، على أن كان آخرهم اللنك، ومعناه: الأعرج، واسمه تمر؛ بفتح المثناة وضم الميم وربما أشبعت، فطرق الديار الشامية، وعاث فيها، وحرق دمشق حتى صارت خاوية على عروشها، ودخل الروم والهند وما بين ذلك، وطالت مدته، إلى أن أخذه الله، وتفرق بنوه البلاد.

وظهر بجميع ما أوردته مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: لا يوجد تخريج لهذا المتنإن بني قنطوراء أول من يسلب أمتي ملكهم ، وهو حديث أخرجه الطبراني من حديث معاوية، وكأنه يريد بقوله: "أمتي": أمة النسب لا أمة الدعوة؛ يعني: العرب. والله أعلم ". انتهى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق