الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

بسم الله الرحمن الرحيم

اخواني واخواتي الاعزاء في المنتدى
ما اصدق ان يكون لدوله مثل اثيوبيا هذا التاريخ العريق من كونها اول بلد افريقي دخله الاسلام بل واحتضن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في وقت ضيقه حين شددو الحصار عليه في مكه وضيقو عليه الخناق فذهب الي الحبشة بامر من الله
في ها منابع النيل في فيها خضره جمال جبال طبيعه رخص امان اسلام لغه عربيه
فيها كل مقومات السياحه الجميله وقريبه من وطننا العربي والخليج خاصه
عموما اليكم بعض المعلومات عن هذا البلد وارجو منكم التفاعل مع الموضوع
حتى يكون في منتدانا جواب لكل سؤال وسفير في كل بلد
وشكرا


اثيوبيا

(اثيوبيا) تسمية يونانية اطلقها المؤرخ اليوناني (هيروتيدروس) على جزء من بلاد النوبة لم تصل اليه امبراطورية الاحباش في يوم من الايام. وتعني اثيوبيا باليونانية القديمة (ذوو الوجوه المحروقة) او السود ، ولقد استُعمِل هذا الاسم واطلق على اثيوبيا الحديثة في عهد الملك (منليك الثاني) الذي كان ينفر من الحبشة التي لها علاقة بواقع المنطقة التاريخي ، حيث تشير المصادر الى ان هذه المنطقة حُكمت من قِبل ملوك اليمن في سبأ. وفي حكاية ان مدينة (صبا) الواقعة اليوم بالقرب من مدينة أكسوم الحالية كانت مركزاً لحكومة بلقيس التي كانت تحكم كلاً من الحبشة واليمن.

والزنوج هم سكان المنطقة الاصليين ، لكنهم طردوا منها على يد الحاميين ونزحوا نحو الجنوب حيث يعيش اليوم عدد كبير منهم في الجنوب الغربي، ثم ان سكان الجزيرة العربية الساميين انتقلوا عبر البحر الى هذه البلاد وسيطروا على الحاميين وفرضوا عليهم لغتهم وعاداتهم وأختلطوا بهم وتزاوجوا معهم ، فنشأ عرق جديد فيما بعد سمي (الحبش) وتعني في احدى اللغات المحلية (المختلط).

وأثيوبيا ، هي الارض الاولى التي وطأتها اقدام المسلمين ، وتعرفت على هذا الدين العظيم قبل ان ينتشر في الجزيرة العربية. وأولئك المهاجرون الاوائل هم اول من أستقر من المسلمين في تلك البلاد ، وتوطّن ونشر الاسلام في تلك الربوع، حتى أن ملكها (أصحمة النجاشي) وعدداً من أصحابه دخلوا الاسلام وكتموا أمرهم خوفاً من تعصب البلاط النصراني. ولاقتراب المنطقة من الاراضي الاسلامية المقدسة ، كان تأثير الاسلام عليها واضحاً. وقد ساعد هذا القرب الجغرافي على انتشار الاسلام في المنطقة ، خاصة سواحل البحر الاحمر ، حيث حركة التبادل التجاري مع سكان الجزيرة العربية. وفي اوائل القرن الثاني للهجرة دخل الاسلام القارة الافريقية عن طريق الدعاة القادمين من الجزيرة العربية عبر البحر الاحمر، حيث نزلوا في ميناء زيلع في القرن الافريقي، وازداد انتشار وتعاظم عدد المسلمين في القرن الخامس الهجري، حيث اسس المسلمون دولتهم في هذه ا لمنطقة واتخذوا من مدينة هرر عاصمة لهم.

ولقد توغل المسلمون بعد ذلك في الاراضي الاثيوبية وكان معظمهم من الدعاة التجار الذين ينتمون الى القبائل النازحة من الجزيرة العربية. أما في العصر العباسي ، فقد هاجرت مجموعات مضطهدة من انصار أهل البيت (ع) الى تلك الارض واستطاعت ان تنقل القبائل الاثيوبية الوثنية الى الاسلام وساعدت على انهاء الصراعات القبلية، ومنذ ذلك الحين انفصلت أرتيريا عن اثيوبيا وحكمت بالاسلام كما هو شأن الاراضي الصومالية.

لكنّ وعورة الاراضي الجبلية الاثيوبية وصعوبة اجتيازها شكلت عاملاً من عوامل عدم انتشار الاسلام بسهولة فيها. كما هو شأن الاراضي المنخفضة والسهول كاليتجراي وهرر.

وكان لسيطرة المسلمين على الطرق التجارية المهمة اثر كبير في انتشار الاسلام ، خاصة بعد فتحهم منطقة ( زيلع ) وأشرافهم منها على طريق هرر التجاري المهم. ثمّ انشأوا على هذا الطريق المؤدي الى قلب الحبشة امارات وممالك صغيرة ، مثل زفات، أدل، موده، جداية، وغيرها جنوبي نهر (هوش). وفي القرن العاشر الهجري ، ازداد قلق المسيحيين والاحباش من انتشار الاسلام فبعثوا برسائل الى كل من الفاتيكان وبريطانيا وروسيا واسبانيا يطلبون فيها تزويد المسيحيين بالسلاح لايقاف الزحف الاسلامي وابادته، مدعين بأنهم محاصرون ببحر اسلامي يهدد كيان المسيحية في البلاد.

بدأ الاحباش حربهم الغادرة على امارة هرر الاسلامية ووصلوا الى مشارفها فتصدى لهم الامام الفاتح احمد ابراهيم وردهم على اعقابهم ، ثم اعدّ لهم جيشاً قوياً وزحف بجيشه هذا حتى وصل مدينة اكسوم عاصمتهم آنذاك ، وحكم البلاد زهاء 16 سنة ، نشر فيها الاسلام حتى وصلت نسبة المسلمين فيها ا لى 90% . وانتشر الاسلام كذلك بين قبائل (سلامة) الحبشية المستقرة وما حولها من قبائل البدو، كذلك دخل ملوك بلاد (كوشي) في الاسلام واصبحت مدينة هرر في مملكة (دوارة) مركزاً من المراكز الاسلامية المهمة، والتي كانت في اوج تطورها واستقرارها منطلقاً للأشعاع الفكري، حيث شهدت حركة فكرية اسلامية واسعة بنيت خلالها المساجد ومدارس اللغة العربية والعلوم الاسلامية، وكان فيها ما يقرب (90) مسجداً لا تزال باقية حتى اليوم شاهدة على عظمة الاسلام ونفوذه، وكما كان معظم الدعاة من اليمن والجزيرة العربية ومصر، ومن مدينة هرر هذه انطلقت الحركات الجهادية التي كانت تدعو الى توحيد المسلمين في تلك الارض تحت راية واحدة لتشكيل الدولة الاسلامية الافريقية الكبرى. وكان من اهم هذه الحركات حركة الامام احمد ابراهيم الفرّان الجرافي، امير هرر، الذي ما ان تعرضت امارته لهجوم الصليبيين حتى دعى الى الجهاد الشامل وذلك سنة 1527م لدرء الخطر عن الامارة وفتح البلاد الوثنية والنصرانية.

واصل الامام احمد الزحف بجيوشه حتى فتج أثيوبيا كلها، ووصلت جيوشه الى منطقة التاكا السودانية وسيطرة على مساحات شاسعة من اراضي افريقيا الوسطى والشرقية ولولا تدخل الغرب الصليبي ممثلاً بالبرتغاليين الذين كانوا يجوبون سواحل المنطقة وبحارها بأساطيلهم الحربية وسلاحهم الناري المتطور حين استنجدت بهم الكنيسة النصرانية، فتمكنوا من ايقاف زحف المسلمين وخاض المسلمون معارك دامية ومدمرة استشهد خلالها الامام احمد عام 1537 وتفرقت جيوشه وطويت باستشهاده صفحة مشرقة من تاريخ المسلمون. وبقيت هرر بعد استشهاده بمدارسها ومساجدها مركز نشر الاسلام ودعوته بين القبائل هناك. وكان لمجيء الحملة المصرية بقيادة رؤوف باشا عام 1875م ابان حكم الامبراطور النصراني يوحنا – الذي كان شديد البطش بالمسلمين والتعصب للنصرانية – اثر كبير في دخول المزيد من قبائل الاورومو في الاسلام وانتشار الدين بشكل واسع هناك، خاصة بعد سيطرة المصريين على زيلع وبربرا وهرر. لكن قيام الثورة المهدية في السودان وانسحاب الحاميات المصرية من المنطقة ادى الى اضعاف امارة هرر، خاصة بعد ان لحقت بالجيش المصري هزائم متكررة من قبل جيوش الحبشة بقيادة (منليك) الذي اصبح امبراطوراً للحبشة بعد يوحنا. فسقطت الامارة وهزم اميرها عبد الله علي عبد الشكور امام جيوش منليك النصراني.

ولا يزال المسلمون يشكلون الاكثرية بين سكان اثيوبيا الذي يبلغ 60 مليون نسمة ففي العاصمة اديس ابابا وحدها تتراوح نسبة المسلمين من 30 الى 36% من مجموع السكان ولا زالت اللغة العربية الرسمية في خمسة ولايات من بين ثلاث عشرة ولاية. والمسلمون هناك فئتين : الاولى ، وهي اقلية من اصحاب الاموال والجاه والنفوذ ، والثانية وهي الغالبة فقيرة من الرعاة والمزارعين. وللمسلمين هناك مجلساً يتولى ادارة شؤونهم الدينية حيث يشرف على (160) مدرسة و (17) مسجداً.

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010




د.عبدالعزيز القاسم اعلامي و كاتب


تعلل مرافقنا الجميل الحاج سلطان ببعد المسافة إلى مدينة النجاشي، وعدم توفر حجوزات طيران في تلك الفترة، فأجبته بأنه لا يجوز لي أن آتي الحبشة ولا أزور الملك الصالح النجاشي أصحمة، والذي صلى عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب عند موته، وهو الذي ضاف المهاجرين الأوائل. وأصررت ولو على الذهاب وحدي إلى تلك المدينة القابعة في الشمال من بلاد الحبشة.
وفعلا بعد معاناة ولأي ، استطعنا الظفر بتذكرتين، إلى مدينة مقلي ومن عجب أن الطائرة ( ذات المروحتين من طراز فوكر 50 ) كانت خلوا من المقاعد ونحن الذين تعبنا في الحصول على تذاكر، ما جعلني أتذكر العزيزة (خطوطنا السعودية ) وأتمتم بأن هذا حال كل طيران العالم الثالث.
وبعد طيران ساعة ونصف، عبر أجواز نغالب فيها السحب الدكناء، وهدير المروحتين في أذني تزيد من رجفان القلب، وتفيض علينا هلعا فوق هلع وصلنا مدينة ( مقلي ) ، ووجدتها ذات تخطيط جيد، وهندسة شوارعها أفضل من غيرها من المدن الأثيوبية الأخرى التي تذكرك بمدننا في الثمانينيات الهجرية.
كانت هذه المدينة ذات تحضر ومدنية نوعا ما ، وعندما سألت بعض سكان تلك البلدة عن سبب ذلك ، أجابوني بأن معظم المسئولين في تلك البلاد من أهل تلك المدينة فضلا على أنها قريبا من اريتريا، ما يعني ان ثقافة اهلها على مستوى أعلى من غيرها.
من الأشياء التي استرعت انتباهي، لهجة أهل هذه المدينة، استمتعت واستمتعت بلغتهم، فقد كانت أقرب كثيرا لأذني العربية، لاكتشف أنها لهجة (تجرينية) ، والحبشة بما يقول لي مرافقي تحوي على أكثر من 80 لغة كل لهجة تختلف تماما عن مثيلاتها.































الإسلام والحبشة


وخشية أن نفقد الوقت، آثرت - بعد هذه الرحلة المرعبة على مثلي – عدم الراحة والبدء فورا بالرحلة إلى قرية النجاشي التي بها قبره، فاستأجرنا حافلة للذهاب إلى هناك. وبالمناسبة فإن لقب النجاشي خاص بملوك الحبشة، بمثل ما هو لقب كسرى خاص بملوك الفرس ولقب قيصر خاص بملوك الروم.
وفي أثناء الطريق إلى القرية، جال بخاطري كيفية دخول الإسلام إلى هذه الربوع، وعندما عدت لكتاب (الإسلام والحبشة عبر التاريخ) للمهندس المصري فتحي غيث، والذي كان سميري في طوال الرحلة، ألفيت أن ثمة صلات قوية بين ضفتي البحر الأحمر، الأحباش من الغرب وسكان الجزيرة العربية من الشرق، وثمة هجرات وخصوصا من اليمن تجاه الحبشة، ويحكي التاريخ أن إمبراطور الدولة الرومانية استنجد بملك الحبشة كي يحمي مسيحي اليمن على يد أبي نواس اليهودي، وكيف تم ذلك على يد القائد ارياط، ثم انقلب عليه أبرهة ليأخذ القيادة منه.حتى جاء الفرس وأجلوا الأحباش عن اليمن.
يحكي ابن هشام في سيرته أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما رأى ما أصاب أصحابه من البلاء وما هو فيه من العافية بمكانة من الله ومن عمه أبو طالب وأنه لا يقدر أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء، قال لهم : لو خرجتم إلى أرض الحبشة فان بها ملكا لا يظلم عنده احد ، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه. فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الحبشة مخافة الفتنة، وفرارا إلى الله بدينهم، فكانت أول هجرة في الإسلام.
ويذكر المؤرخون بأن ذلك في العام 615 للميلاد السنة الخامسة بعد النبوة.